نصائح الحمل في الشهر السابع

نصائح للحامل في الشهر السابع: دليل شامل للعناية بالصحة الجسدية والنفسية للمرأة الحامل والجنين

يُعدّ الشهر السابع من الحمل بداية المرحلة الثالثة والأخيرة من رحلة الحمل، وهو شهر محوري يشهد تطوراً ملحوظاً في نمو الجنين وتغيرات كبيرة في جسم المرأة الحامل، سواء من الناحية الجسدية أو النفسية. هذه المرحلة تتطلب اهتمامًا متزايدًا بصحة الأم والجنين معًا، حيث تزداد احتمالية حدوث بعض المضاعفات التي تستدعي الحذر والوعي. وتكمن أهمية هذا الشهر في تحضيرات الولادة المبكرة، وبدء الجسم في تهيئة نفسه للمرحلة المقبلة. لذلك، فإن الالتزام بإرشادات دقيقة من حيث التغذية، الراحة، المتابعة الطبية، والجانب النفسي له دور بالغ الأهمية في الحفاظ على الحمل في مساره الآمن والطبيعي.

التغيرات الجسدية في الشهر السابع من الحمل

في الشهر السابع، تستمر التغيرات الجسدية التي بدأت في الأشهر السابقة، وتصبح أكثر وضوحاً:

• زيادة الوزن: قد يتراوح معدل زيادة الوزن خلال هذا الشهر بين 1.5 إلى 2 كيلوجرام. وتُعد هذه الزيادة طبيعية نتيجة لتراكم الدهون، وزيادة حجم الدم، ونمو الجنين.

• الانقباضات الكاذبة (انقباضات براكستون هيكس): تبدأ الرحم بالتقلص بشكل خفيف وعشوائي كنوع من التهيئة للولادة. وهي انقباضات غير مؤلمة عادة وتختلف عن تقلصات الولادة الفعلية.

• التعب والإرهاق: نتيجة لزيادة وزن الجنين، والتغيرات الهرمونية، وضغط الرحم على الأعضاء الداخلية.

• تورم الأطراف: خاصة في القدمين والكاحلين، نتيجة احتباس السوائل وضغط الرحم على الأوردة الدموية.

• حرقة المعدة وضيق التنفس: بسبب تمدد الرحم إلى الأعلى، مما يضغط على الحجاب الحاجز والمعدة.

نمو الجنين في الشهر السابع

يشهد الجنين في الشهر السابع تطورات سريعة ومهمة:

• الوزن: يتراوح وزنه بين 1.1 إلى 1.6 كيلوجرام.

• الطول: يصل طوله إلى نحو 40 سنتيمتر.

• نمو الرئتين: يبدأ الجهاز التنفسي في التطور بشكل ملحوظ، ويقترب من الاكتمال، ولكن لا يزال غير جاهز للعمل خارج الرحم.

• نمو الدماغ والجهاز العصبي: تستمر الخلايا العصبية في التكوين، ويصبح الجنين أكثر تفاعلاً مع الأصوات والضوء.

• التحرك داخل الرحم: تبدأ الحركات تصبح أكثر انتظاماً ويمكن للأم تمييز نمط نوم واستيقاظ الجنين.

التغذية الصحية في الشهر السابع

يلعب النظام الغذائي دوراً محورياً في الحفاظ على صحة الأم ودعم نمو الجنين خلال هذا الشهر. التغذية يجب أن تكون متوازنة وغنية بالفيتامينات والمعادن الضرورية:

العناصر الأساسية في النظام الغذائي للحامل:

ينصح بتجنب الأطعمة الدهنية والمقلية، والتقليل من الكافيين، وتفادي الأطعمة غير المطهية جيدًا أو التي تحتوي على بكتيريا ضارة مثل الأجبان غير المبسترة.

الراحة والنوم خلال الشهر السابع

مع زيادة حجم البطن والضغط على الأعضاء الداخلية، قد تواجه المرأة الحامل صعوبة في النوم أو الاستلقاء بشكل مريح. يُوصى بما يلي:

• النوم على الجانب الأيسر لتحسين تدفق الدم إلى الجنين والكلى.

• استخدام وسائد الحمل لدعم البطن والفخذين والظهر.

• تجنب تناول كميات كبيرة من الطعام قبل النوم مباشرة.

• الحفاظ على غرفة نوم هادئة ومظلمة.

• تجنب الشاشات قبل النوم لتقليل الأرق.

ممارسة التمارين الرياضية الآمنة

لا تزال التمارين الخفيفة مفيدة في الشهر السابع، بشرط أن تكون آمنة وتحت إشراف طبي:

• المشي اليومي لمدة 20-30 دقيقة يساعد على تحسين الدورة الدموية.

• تمارين التنفس واليوغا الخفيفة تساعد على الاسترخاء وتقليل التوتر.

• تجنب التمارين التي تتطلب الاستلقاء على الظهر لفترة طويلة.

• الامتناع عن أي نشاط رياضي قد يسبب السقوط أو الضغط على البطن.

الرعاية الطبية والمتابعة المنتظمة

في هذا الشهر، تبدأ زيارات المتابعة الطبية في التزايد، وعادةً ما تكون مرة كل أسبوعين، وذلك لمراقبة:

• ضغط الدم ومستويات السكر في الدم.

• نمو الجنين ومعدل ضربات القلب.

• حركة الجنين وموضعه في الرحم.

• أي علامات مبكرة للولادة أو تسمم الحمل.

قد يطلب الطبيب إجراء فحوصات إضافية مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية لتقييم نمو الجنين وكمية السائل الأمنيوسي.

الوقاية من الولادة المبكرة

تُعدّ الولادة المبكرة إحدى أبرز المخاوف في هذا الشهر، لذلك يجب الانتباه إلى الأعراض التالية التي تستوجب التوجه الفوري للطبيب:

• نزول سائل شفاف من المهبل (قد يشير إلى تسرب السائل الأمنيوسي).

• تقلصات منتظمة ومؤلمة في الرحم.

• آلام شديدة في الظهر أو ضغط أسفل البطن.

• نزيف مهبلي.

للوقاية من هذه الحالة يُوصى بتجنب الجهد الزائد، وتفادي الوقوف لفترات طويلة، والحصول على قسط كافٍ من الراحة.

العناية بالنفس والصحة النفسية

الصحة النفسية للحامل لها تأثير كبير على الجنين، خصوصًا في الأشهر الأخيرة التي تصاحبها تقلبات مزاجية وقلق من الولادة:

• ممارسة التأمل وتمارين التنفس العميق.

• التواصل الإيجابي مع الشريك والأسرة.

• الاستعداد النفسي للولادة من خلال قراءة الكتب أو حضور الدورات المتخصصة.

• تخصيص وقت للهوايات والنشاطات المحببة لتخفيف التوتر.

تحضيرات الولادة

مع دخول الشهر السابع، تبدأ الأم بالتفكير في تفاصيل الولادة والاحتياجات المتعلقة بالمولود:

• تجهيز حقيبة المستشفى بملابس الأم والمولود، مستندات الهوية، والفوط الصحية.

• ترتيب مكان نوم الطفل في المنزل.

• اختيار طبيب الأطفال والتعرف على خيارات الرضاعة الطبيعية أو الصناعية.

• التعرف على أعراض الولادة وتوقيت الذهاب إلى المستشفى.

العناية بالبشرة والوقاية من علامات التمدد

نتيجة لتمدد الجلد بسرعة، قد تظهر علامات تمدد على البطن، الأرداف، أو الصدر. يمكن التخفيف من هذه العلامات من خلال:

• ترطيب الجلد يومياً باستخدام كريمات تحتوي على زبدة الشيا أو زيت اللوز.

• تناول كميات كافية من الماء للحفاظ على مرونة الجلد.

• الحفاظ على وزن صحي ومتوازن.

تجنب الأنشطة والممارسات الخطيرة

في هذه المرحلة، يجب تجنب بعض الأمور التي قد تشكل خطراً على صحة الأم أو الجنين:

• السفر الطويل خاصة في الطائرة دون استشارة الطبيب.

• التدخين أو الجلوس مع المدخنين.

• استخدام المنتجات الكيميائية القوية في التنظيف.

• تناول الأدوية أو الأعشاب دون إشراف طبي.

أهمية الدعم الاجتماعي

الحصول على دعم نفسي وعاطفي من الزوج، الأصدقاء، والعائلة يساهم في تعزيز ثقة المرأة بنفسها والتقليل من التوتر والخوف من الولادة. من المفيد أيضاً مشاركة مشاعرها وتجاربها مع أمهات أخريات أو عبر مجموعات الدعم الافتراضية.

الزيارات المنزلية والتقليل من الإجهاد

ينصح بتقليل الزيارات العائلية أو الاجتماعية المرهقة، وتحديد أوقات الراحة، والحصول على بيئة هادئة تسمح للأم بالتركيز على الراحة النفسية والتحضير لما تبقى من الحمل.

الاستعداد للرضاعة الطبيعية

يمكن البدء من الشهر السابع في التهيئة النفسية والجسدية للرضاعة الطبيعية، من خلال:

• تنظيف الحلمة برفق باستخدام الماء الدافئ.

• ترطيب الحلمة بكريمات مناسبة لمنع التشققات.

• قراءة المصادر الموثوقة حول فوائد الرضاعة وأساليبها.

• حضور ورشات تثقيفية حول الرضاعة الطبيعية إن أمكن.

الختام

الشهر السابع من الحمل ليس مجرد مرحلة انتقالية، بل هو فترة دقيقة تتطلب وعيًا صحيًا ونفسيًا عاليًا. من خلال الالتزام بالنصائح الطبية، والتغذية المتوازنة، والرعاية الذاتية المستمرة، يمكن للمرأة الحامل عبور هذه المرحلة بأمان واستعداد تام للولادة. المتابعة الطبية الدقيقة والدعم النفسي والعاطفي، إلى جانب أسلوب حياة صحي ومتوازن، تشكل معًا الأساس القوي لاستقبال الشهرين الأخيرين من الحمل بثقة واطمئنان.

المراجع:

1. Mayo Clinic – Pregnancy Week by Week

2. WebMD – 3rd Trimester Pregnancy Guide